رئيس المنسقية الوطنية لأصدقاء غزواني: شخصيات مقربة من غزواني تعمل ضده وتسببت في حصول بيرام على 22% من الأصوات.

قال رئيس المنسقية الوطنية لأصدقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الإطار بالوزارة الأولى السيد جالو أمادو كورل، إن هناك شخصيات داخل نظام غزواني وقريبة منه تعمل ضده، وهي التي تسببت في غضب جزء من الشعب عليه والتصويت لصالح المرشح بيرام الداه اعبيد كتعبير عن عدم رضاهم عن تصرفات تلك الشخصيات القريبة من الرئيس غزواني والتي تشغل مناصب مهمة في نظامه.

هذا التصريح أدلى به في مقابلة أجريناها معه في موقع الضمير الإخباري، وهذا نصها:

الضمير الإخباري: السيد الرئيس، حبذا لو تحدثتم لنا عن هذه المنسقية التي ترأسونها والتي تعرف بمنسقية أصدقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني؟

رئيس المنسقية: في البداية، أود أن أشكركم على هذه الفرصة التي أتحتم لي من خلال موقعكم المحترم لكي أطلع الرأي العام على هذه المبادرة وأهدافها. فهي، كما تعلمون، مبادرة داعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، واختار مؤسسها هذا الاسم “أصدقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني” لكي تكون مختلفة عن بقية المبادرات التي ظهرت وأعلنت دعمها للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وبعد فترة قصيرة اختفت عندما لم يجد أصحابها مكافأة سريعة من الرئيس غزواني.

مبادرتنا مختلفة تمامًا عن بقية المبادرات لأننا اخترنا تأسيس دعمنا للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني انطلاقًا من مبدأ الصداقة والأخوة، بعيدًا عن المبدأ السياسي الشائع القائم على الدعم مقابل امتيازات سريعة ومكافآت. فنحن قررنا دعم هذا الرئيس لأننا رأينا أنه يستحق ذلك.

واخترنا ممارسة هذا الدعم بطريقة مختلفة تقوم على مجموعة من الأهداف، منها نبذ الكراهية، وتعزيز الوحدة الوطنية، ومحاربة خطاب التطرف، وتثمين إنجازات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والإنصات لمشاكل المواطنين أينما كانوا ونقلها بمصداقية وتجرد للجهات المعنية، والسعي معها لإيجاد حلول سريعة لها.

الضمير الإخباري: البعض يرى أن هذه المبادرة أسسها أشخاص محسوبون على النظام ومن داخله ومعروفون بموالاتهم للأنظمة الحاكمة. ما ردكم على هذا؟

رئيس المنسقية: وجود أشخاص معروفين بدعم الأنظمة السابقة ليس عيبًا في المبادرة ولا يعرقل عملها ولا يؤثر على أهدافها. فنحن في قيادة المبادرة نحترم تاريخ الأشخاص السياسي ولا نحاسبهم عليه، ونرحب بالجميع في هذه المبادرة ماداموا يتبنون نفس الأهداف التي تأسست عليها المبادرة المذكورة آنفًا. المهم هو العمل من أجل مصلحة هذا الوطن وتعزيز لحمته الوطنية، وهي أمور من بين أخرى تسعى المبادرة إلى تحقيقها.

الضمير الإخباري: الكثير من المبادرات الداعمة للرئيس غزواني اختارت في مرحلة معينة من ممارسة العمل السياسي الداعم للرئيس غزواني السير مع الحزب الحاكم، وتوطيد العلاقة معه، والمشاركة معه في نشاطاته الداعمة للرئيس. وأنتم، حسب المعلومات المتوفرة لدينا، ليست لديكم تلك الرابطة القوية مع الحزب الحاكم ولا تشتركون معه في أي نشاط داعم للرئيس غزواني، ومنهجكم في الدعم مختلف. ما السبب في ذلك؟

رئيس المنسقية: نحن في هذه المبادرة اخترنا ممارسة عملنا الداعم للرئيس غزواني بشكل حر ومستقل بعيدًا عن الحزب وإملاءاته. فالأحزاب السياسية لها طبيعتها الخاصة في العمل، وتفرض على منتسبيها الالتزام برؤية الحزب ومنهجه وطريقة عمله.

ونحن نرى أن لدينا طريقة تختلف عن الحزب في دعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، واخترنا منهجنا الخاص في دعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بشكل يحقق الأهداف المنشودة ولا يرتبط بموسم سياسي يُمارس فيه ويتوقف بعد ذلك. فمنهجنا في دعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مستمر دائمًا في جميع المواسم، ونحرص على التواصل المستمر مع المواطنين في كل بقعة من هذا الوطن في جميع المواسم، لأننا نرى أن العمل يجب أن لا يرتبط بموسم سياسي معين.

الضمير الإخباري: ما هو تعليقكم على المعلومات المتداولة حول وجود خلاف داخل نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وصراع أجنحة، وهل لهذا الخلاف تأثير على نتائج الانتخابات الأخيرة؟

رئيس المنسقية: في الحقيقة، يؤسفني جدًا كرجل داعم للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن أقول لكم بصراحة وتجرد أن هناك فعلًا جهات داخل النظام ومقربة من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تعمل ضده بشكل صريح، وهو أمر محزن جدًا، وكانت له نتائج سلبية على المأمورية الماضية. فهذه الجهات عطلت الكثير من المشاريع التي أطلقها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وكانت موجهة بشكل مباشر للمواطنين الضعفاء، وهو الأمر الذي أثر بشكل سلبي على المأمورية الماضية.

أنا كرجل من النظام وداعم بقوة وقناعة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أعرف جيدًا أنه يسعى بشكل دائم، ومن اليوم الأول، إلى القيام بكل ما من شأنه إسعاد المواطن الموريتاني، لكن اليد الواحدة لا تصفق كما تعلمون. وهو ينطلق من مبدأ الهدوء والتسامح وحسن النية مع العاملين معه، ويعمل دائمًا لتغليب مبدأ العفو وإعطاء فرصة للمخطئ بدل العقاب السريع. وهذا المبدأ استغله المفسدون من حوله ولعبوا عليه، وكان المواطن هو الضحية بشكل مباشر.

الضمير الإخباري: حسب رأيكم كرجل داعم للنظام ومطلع على الكثير من خبايا سياسته، ما السر في ضعف نسبة نجاح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وصعود المرشح بيرام الداه اعبيد بقوة ليحتل المرتبة الثانية ويهزم النظام في بعض معاقله في نواكشوط مثل ولاية نواكشوط الجنوبية مثلًا؟

رئيس المنسقية: كنت على يقين أن استمرار المفسدين داخل النظام الذين يعملون ضد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ويظهرون له عكس حقيقتهم ستكون نتيجته هذه. والحمد لله أن رئيسنا محمد ولد الشيخ الغزواني فاز ولم يدخل في شوط ثان كما كان يتمنى خصومه في المعارضة وأعداؤه داخل نظامه.

النتيجة التي حققها المرشح بيرام الداه اعبيد وضعف نسبة النجاح التي حققها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أمران لهما سبب واحد، وهو خيانة بعض المقربين من الرئيس غزواني والعاملين معه الذين وثق فيهم وأسنَد لهم مهام لم يقوموا بها على أكمل وجه وتخاذلوا فيها عن قصد وتعمد. وهو أمر كان واضحًا في بداية الحملة حيث ظهرت اختلالات واضحة تمثلت في ضعف التعبئة والتحسيس وغضب الكثير من التكتلات والمبادرات والشخصيات الوازنة في المشهد السياسي وإعلانها ذلك صراحة. ومع زيادة نسبة الغاضبين من سياسة بعض العاملين في نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني واقتراب يوم الاقتراع، قررت تلك الجموع الغاضبة معاقبة النظام وإرسال رسالة واضحة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مفادها “نحن لسنا راضين عن تعامل بعض العاملين في نظامك والمقربين منك في النظام. تصرفهم غير مناسب دفعنا للتصويت للمرشح بيرام الداه اعبيد”.

وهو الأمر الذي ظهر في نتائج الاقتراع حيث فاز المرشح بيرام الداه اعبيد في أماكن كانت حكرًا على النظام في كل انتخابات ومحسومة أصلًا لصالحه.

وهنا يتضح لنا أن أعداء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني داخل نظامه ساهموا في توجيه المغاضبين للتصويت بكثرة في مناطقهم لصالح المرشح بيرام الداه اعبيد.

والحقيقة أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فاز بأصوات المخلصين له الذين اقتنعوا به من اليوم الأول له في الحكم. ونحن كمبادرة سياسية لها فروع في مختلف ولايات الوطن لم ندخر جهدًا في حملتنا الموازية الداعمة له، وبذلنا الغالي والنفيس من أجل المحافظة على أصواتنا حتى لا يتخلف منها صوت واحد عن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو ما تحقق والحمد لله لنا على مستوى التراب الوطني.

المتتبع للانتخابات الأخيرة يدرك أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وجد الدعم الحقيقي والمآزرة من المبادرات الشخصية التي كان أصحابها مخلصين في دعمهم ولم ينتظروا دعمًا من الرئيس ولا غيره، بل بادروا ببذل أموالهم وأوقاتهم وجهودهم لحشد الدعم والمساندة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. وهنا لا أحب أن أذكر مبادرة بعينها حتى لا أنسى، لكن على سبيل المثال لا الحصر مبادرة الجنرال مسغارو اغوزيز ومبادرة رئيس البرلمان السابق وغيرهم من الشخصيات المخلصة للرئيس كانت فارقة وحاسمة في الانتخابات وساهمت بشكل كبير في فوز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والمتتبع للحملة من بدايتها

المتتبع للحملة من بدايتها حتى نهايتها يدرك ذلك دون عناء.

الضمير الإخباري: باعتباركم رئيس لمبادرة داعمة للرئيس غزواني وترفع شعار الدعم على أساس مبدأ الصداقة، بماذا تنصحون الرئيس غزواني في مأموريته القادمة؟

رئيس المنسقية: سؤال مهم جدًا وفي محله. ننصح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني انطلاقًا من مبدأ الأخوة والصداقة، ونقول له: سيد الرئيس، أنتم الآن في مرحلة جديدة وحاسمة تتطلب منكم الحزم والقوة في مواجهة المفسدين داخل النظام أولًا قبل ضربهم خارج النظام. سيد الرئيس، حان الوقت لكي تتخلصوا من المنافقين الذين يظهرون لكم عكس ما يسرون ويعملون ضدكم. قد سقطت أقنعتهم في الانتخابات الأخيرة وظهر لكم زيف دعمهم وكذبهم عليكم، والمواطن لم يعد يطيقهم لأنهم يشكلون جدارًا سميكًا يحول بينكم وبين مواطنيكم البسطاء.

سيد الرئيس، مأموريتكم القادمة ستكون مأمورية الشباب ومحاربة الفساد، كما قلتم في حملتكم. نحن واثقون من إخلاصكم في سعيكم هذا ونطالبكم بضرورة التخلص بسرعة من تلك العقبات التي تعرقل عجلة الإنجاز في مأموريتكم القادمة.

سيد الرئيس، نؤكد لكم أن المواطن البسيط يثق فيكم ويدرك أنكم تسعون لتحقيق رفاهيته، وهو أمر لمسه من اليوم الأول في بعض المشاريع التي حرصتم على متابعتها وكانت نتيجة متابعتكم لها استفادة مباشرة للمواطن. هذا المواطن يؤمل فيكم الكثير والكثير، فلا تسمحوا لأعدائكم داخل نظامكم بحرمانه من إنجازاتكم وحجبكم عنه.

الضمير الإخباري: شكرًا لكم على سعة صدركم والردود الوافية على أسئلتنا. سعدنا بلقائكم، وفقكم الله.

رئيس المنسقية: شكرًا لكم على هذه المقابلة الرائعة، وأنا بدوري سعيد بلقائكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *