محنة غزة ..الجنون وقانون الغاب

الإعتراف المتبادل بحرمة الحقوق يعتبر من أهم مميزات الإنسان عن الحيوان، إذ الحيوان لا يعترف بأي حق للآخر، ما جعل الحيوانات في غابها تعتمد قانون القوة ليكون المباح هو ماتمكن منه القوة، والحرام ما يعرض للخطر.
ومن هذا المنظور نتساءل :
هل إسرائيل تتمسك بقواعد علم الحقوق وتحترم للفلسطينيين الحقوق المصونة للبشر كالحق في الحياة والتملك والكرامة، أم أن المباح عندها ما تمكنها منه القوة ؟
هل تعتبرهم حيولنات لا حقوق لهم ؟، كما وصفهم وزير دفاعها الحالي !!
الموقف الإسرائيلي هذا يجد تأييدا واسعا في دل توجد بها جامعات وكليات حقوقية عريقة، وهي بلدان كانت تدعي أنها تنشر حقوق الإنسان وعدم التمييز !!
فأين أثر علوم تلك الجامعات والكليات ؟
أم أن تلك الدول جنت وضاعت فيها الذاكرة ومافيها من معلومات حين تسلم السلطة أكابر مجرميها ؟
(ميشيل فوكو) لديه معايير يميز بها المجنون والمجرم عن بقية الناس، ألا هو عدم احترمامهما للثوابت الأخلاقية والقانونية، وإن كان المجنون يقوم بتلك الإنتهاكات لا إراديا، بينما المجرم يقوم به عن ببنة واختيار.
والسؤال المطروح الآن :
كيف يمكننا اليوم تمييز “المجنون الغربي والإسرائيلي” بعدما هدموا هناك كل الأسس الأخلاقية التي كانت تقوم عليها المجتمعات واستبدولوها بالشذوذ والتمرد على كل الثوابت، و أعظم ذلك تمردهم على الرب تعالى وشرائعه !!
إسرائيل والدول المساندة لها لديها رسالة فوضوية حيوانية شيطامية تعمل على تسخير كل إمكاناتها لنشرها في العالم، وهي رسالة تبدأ ببث التمرد على القيم حتى الإنحراف عنها بحو الشذوذ الأخلاقي بمافيه فلسفة النوع الجندرية والمثلية وغيرها، ولا تتوقف عند ذلك بل تواصل جاهليتها الزخف من خلال بتحفيز الناس على تدمير أجسادهم ليس بالجهاد في سبيل الله ولكن بإهلاكها بالإنتحار أو بالإدمان على المهلكات الرذيلة، مادام من أهداف تلك النزعة تقليص سكان الأرض.
وأما التمرد على الله فهو هدفهم الأول والأخير، لأن رسالتهم هي رسالة الكفر والشرك والعدوان وموالات الشيطان، وهم أعداء كل عبد يعبد الله وحده لا شريك له. ومن لم يسر في فلكهم يصنف كعدو أو متعصب أو متخلف عن الحضارة.
وفي هذا الإطار تابعت مؤخرا خطابا للرئيس الأمريكي السابق (دونالد اترامب) المعروف بمساندته لإسرائيل، يقول فيه أن الحرب الحالية في غزة هي حرب بين الأخلاق والقيم من جهة والهمجية من جهة أخرى.
وهي فعلا حرب بين القيم الإنسانية الرفيعة وبين الهمجية والظلم الإسرائيلي اللعين.
وإسرائيل التي اختارت تلك الطريق سوف تفقد لا محالها تأييدها في الغرب لظني أن الغرب لا زال فيه مخزون من العقلاء لم يشملهم الجنون، رغم الترويج المكثف لثقافة الجنون.
وبالمناسبة أدعو كل من يشاطرني وجهة النظر هذه إلى بذل كل مابوسعه حتى تتوقف الحرب على غزة وتصان للفلسطينيين حقوقهم كبشر.
المحامي محمد سدينا ولد الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.