في زمنٍ تتفاوت فيه الموازين، وتُختبر فيه المعادن، يسطع نجم من أنجب أبناء هذا الوطن العزيز، الشريف محمدمحمود ولد المصطفى العلوي، رجل الأعمال الذي جمع بين المجدين: مجد الأصل والنسب، ومجد العمل والكسب.
فما عرفته المحافل إلا صاحب يدٍ بيضاء، وقلبٍ مفتوحٍ لكل ذي حاجة، ولسانٍ لا يذكر إلا بخير، ووجهٍ تتهلّل فيه بشائر الكرم أينما حلّ وارتحل.
هو من أولئك الذين إذا أنفقوا لم يُتبعوا نفقتهم منًّا ولا أذى، وإذا أعطوا أرووا، حتى لتخال سخاءه سيلَ غيثٍ منهمرٍ لا ينقطع.
ولقد صدق فيه قول الشاعر العربي القديم:
أجودُ من البحرِ إن أثناهُ سائلهُ
وأكرمُ الناسِ ما لم تُعرفِ القِيَمُ
ما أكثر من شهدوا بمواقفه الخيّرة، في ميادين البرّ والإحسان، وما أكثر من غمرهم بعطفه دون أن يسألوا أو يطلبوا. فهو كريمٌ بطبعه، لا يتكلّف الجود تكلفًا، بل يجري في عروقه كما يجري الدم في الوريد.
ولئن كان الشريف محمد المحمود مضرب المثل في الكرم والمروءة، فإن قرينته السيدة العزة منت الشيخ أياه هي الشريكة في المجد والعطاء، امرأةُ الحسبِ والنبلِ والفضل.
جمعت بين رهافة الحسّ ونقاء السريرة، تنشر الرحمة في محيطها، وتغرس الخير حيثما مرّت، فيراها الناس سيدةً ذات مهابةٍ وخلقٍ كريم، تعين الضعيف وتفرّج الكرب، وكأنها نذرت نفسها لبثّ الخير بين الناس.
قال أحد الحكماء: “وراء كل رجلٍ عظيمٍ امرأةٌ عظيمة”، وكيف لا، وقد كانت العزة منت الشيخ أياه سندًا وزادًا لرحلة عطائه، تسنده بالرأي، وتشاركه الحلم، وتؤمن بأن الخير لا يضيع، وأن الكرم لا يورث إلا مجدًا وسيرةً عطرة.
وما أجمل ما قال أبو تمام في مدح أهل السماحة:
تُراهُ إذا ما جئتَهُ مُتهلِّلاً
كأنَّك تُعطيهِ الذي أنتَ سائِلُهُ
فكأن الشاعر وصفهما معًا — هو وهي — في روحيهما الطيبة وقلبيهما المشرقين بالعطاء.
وفي زمنٍ قلّ فيه السخاء، يبقى الشريف محمد المحمود ولد المصطفى العلوي وزوجه العزة منت الشيخ أياه، منارةً يُهتدى بها، وسيرةً عطرةً تتناقلها الألسن بإجلالٍ وتقدير.
نسأل الله أن يديم عليهما نعمة العطاء، وأن يبارك في مالهما وأهلهما