الجيش الفرنسي يسلم آخر قاعدة عسكرية له في تشاد ويختتم وجوده العسكري في البلاد

في خطوة تنهي عقودًا من التواجد العسكري الفرنسي في تشاد، سلّم الجيش الفرنسي، يوم الخميس، آخر قواعده العسكرية، قاعدة كوسي في العاصمة نجامينا، إلى الجيش التشادي.

وأعلنت رئاسة أركان الجيش التشادي، في بيان رسمي، أن تسليم القاعدة يمثل “نهاية نهائية للوجود الفرنسي في تشاد، تماشيًا مع إرادة السلطات العليا في البلاد”.

ويأتي هذا التطور بعد قرار تشاد إنهاء تعاونها العسكري مع فرنسا، حيث بدأت القوات الفرنسية مغادرة البلاد منذ أواخر ديسمبر. وكانت القوات الفرنسية قد انسحبت سابقًا من قاعدة فايا لارجو شمال تشاد يوم 26 ديسمبر، ومن قاعدة أبيشي في 11 يناير الجاري.

انسحاب لا رجعة فيه

وأكدت السلطات التشادية، خلال مراسم تسلم القاعدة، أن انسحاب القوات الفرنسية “غير قابل للتفاوض”. كما صرّح الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي إتنو، بأن الاتفاقات العسكرية المبرمة مع فرنسا أصبحت “متجاوزة” بسبب “التغيرات السياسية والجيوإستراتيجية الراهنة”.

نهاية حقبة عسكرية

على مدار أكثر من ستة عقود، منذ استقلال تشاد في عام 1960، احتفظت فرنسا بوجود عسكري شبه دائم في البلاد، حيث تمركز جنودها ومقاتلاتها الجوية هناك. وبلغ عدد الجنود الفرنسيين المنتشرين في تشاد نحو 5000 عسكري، في إطار عمليات مكافحة الإرهاب التي أعلنت باريس انتهائها في نوفمبر 2022.

انسحابات متتالية من أفريقيا

يشهد النفوذ العسكري الفرنسي في أفريقيا تراجعًا ملحوظًا، حيث طلبت أربع دول أخرى، هي النيجر ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو، من باريس سحب قواتها خلال عامي 2022 و2023، وسط تقارير عن تقارب هذه الدول مع روسيا.

في الوقت ذاته، تجري السنغال مفاوضات بشأن انسحاب القوات الفرنسية بحلول عام 2025، كما يتم تقليص الوجود العسكري الفرنسي في كل من الكوت ديفوار والغابون ضمن خطة لإعادة هيكلة التواجد الفرنسي في غرب ووسط أفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *