“فوز ترامب في 2024: كيف ستعيد سياساته تشكيل أمريكا والعالم؟”/عبدالرحمن احمد عالي

بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يُتوقع أن تشهد السياسة الأمريكية تحولاً جذرياً مع عودة السياسات التي ميّزت فترته الأولى في البيت الأبيض.
هذا الفوز يحمل في طياته تداعيات محلية ودولية هامة، إذ سيترتب عليه تغييرات كبيرة في مجالات مثل الشرق الأوسط، الهجرة، والعلاقات مع الحلفاء الدوليين.

قضايا الشرق الأوسط: غزة ولبنان
من المرجّح أن يعيد ترامب تأكيد دعم سياسة الولايات المتحدة التقليدية تجاه إسرائيل، مع موقف أكثر صرامة تجاه حماس في غزة وحزب الله في لبنان. هذا قد يتضمن دعماً قوياً لإسرائيل في أي تحركات عسكرية مستقبلية، مستنداً إلى قراراته السابقة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
يقول الدكتور أحمد الفرج، أستاذ السياسة الدولية في جامعة القاهرة: “سيعيد ترامب تعزيز التحالفات التقليدية مع إسرائيل، مما قد يزيد من التوترات في المنطقة ويؤثر على استقرارها”.

سياسات الهجرة
من المتوقع أن يتخذ ترامب خطوات صارمة مجدداً في قضايا الهجرة، مثل إعادة فرض إجراءات “الفصل العائلي” على الحدود وتشديد شروط اللجوء والهجرة القانونية، بالإضافة إلى تعزيز حواجز الحدود مع المكسيك.
الدكتورة سارة علي، خبيرة سياسات الهجرة في مركز الدراسات الأمريكية، تذكر: “سيكون من الصعب على الولايات المتحدة تحقيق توازن بين الأمن القومي وحقوق الإنسان في ظل السياسات المتشددة التي قد يتبناها ترامب”.

التعامل مع الحلفاء الدوليين: دول الخليج وأوروبا
فيما يتعلق بالحلفاء الدوليين، قد يسعى ترامب لتعزيز العلاقات مع دول الخليج مثل السعودية والإمارات، خاصة في سياق مواجهة إيران. هذا قد يشمل تعزيز التحالفات القائمة على المصالح الاقتصادية وصفقات الأسلحة، وتشجيع دول أخرى على التطبيع مع إسرائيل.
من ناحية أخرى، قد تخلق سياساته الاقتصادية الحمائية وتقلّص الالتزامات العسكرية ضمن حلف الناتو توترات مع الدول الأوروبية.
يعلّق السيد محمد حسن، محلل العلاقات الدولية: “قد تؤدي سياسات ترامب الاقتصادية الحمائية إلى تصاعد التوترات مع أوروبا، مما قد يعقّد العلاقات الأمريكية الأوروبية ويؤثر على التعاون في القضايا العالمية”.

التأثيرات الداخلية والدولية
يُثير فوز ترامب تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على استعادة الوحدة الوطنية وسط الانقسامات السياسية المتزايدة. داخلياً، قد يؤدي التركيز على السياسات القومية والانفرادية إلى تعزيز الدعم بين قاعدة أنصاره، ولكنه قد يزيد من التوترات مع الفئات المعارضة. دولياً، قد تؤدي السياسات الخارجية المتشددة إلى إعادة تشكيل العلاقات الدولية، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي والاستقرار السياسي.

آراء الخبراء
يشير الدكتور يوسف عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد، إلى أن “فوز ترامب قد يعيد الولايات المتحدة إلى مسار أكثر انغلاقاً وحزبية، مما قد يعرقل الجهود الدولية للتعاون في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والأمن الدولي”.
من جانبها، تضيف الدكتورة ليلى مراد، خبيرة العلاقات الدولية، أن “السياسات المتشددة تجاه الهجرة والشرق الأوسط قد تعزز النفوذ الأمريكي في بعض المناطق، لكنها قد تثير ردود فعل سلبية من الحلفاء التقليديين وتزيد من التوترات الإقليمية”.

يُعتبر فوز دونالد ترامب فرصة لإعادة تشكيل السياسة الأمريكية بما يعكس رؤيته القومية والانفرادية، مما سيؤثر بشكل كبير على المشهد الدولي والمحلي. مع استمرار الانقسامات الداخلية والتحديات الخارجية، ستكون فترة رئاسة ترامب الثانية مرحلة حاسمة تحدد مستقبل الولايات المتحدة ودورها على الساحة العالمية.

المصادر
– تصريحات الدكتور أحمد الفرج، أستاذ السياسة الدولية بجامعة القاهرة.
– آراء الدكتورة سارة علي، خبيرة سياسات الهجرة بمركز الدراسات الأمريكية.
– تحليلات السيد محمد حسن، محلل العلاقات الدولية.
– آراء الدكتور يوسف عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد.
– تصريحات الدكتورة ليلى مراد، خبيرة العلاقات الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *