الثروة الجديدة والمثقف المبعد: صراع القيم في موريتانيا

قبل تسلط القيم المادية كان الشعب الموريتاتي يمنح ثقته للشخص الذي يخدمه في السراء والضراء ويسكن بين أفراده ويعتني بالضعفاء ولا يريد الاستعلاء ولا الإستئثار ولا رفع مستواه المعاشي عن مستواهم، وحين تسلطت تلك القيم حصل استثناء إذ اعتمد البعض معيار القيمة المادية بدل القيم، واستولى رجال الأعمال ومن على شاكلتهم من العمال في بلاد الغرب الغنية على مركز الرأي في مجال الإصلاح الإجتماعي و السياسي، ما أزاح المثقف الذي يعيش بين الشعب ويشعر شعوره والذي صار كمبعد لا مبرر يبرر وجوده.
بتلك الكزرة أصبح من يريد خطاب الشعب والتأثير عليه ينبغي أن يجلس في سيارة فارهة أو يجلس في فندق أو مكان بمدينة غربية غنية ولا يحتاج بعد ذلك إلى قوالب الشعر والكتابة !!
كان على رجال الأعمال دعوة المثقفين في ندوات ثقافية حول مواضيع معينة ثم تبني مايصدر عنها من توصيات، أما استيلاءهم على مسؤولية قيادة الفكر الإصلاحي دون القيام بتلك الخطوات فهو تجاوز مثير للجدل !!
الحرب على المثقف ورأيه بهذا الشكل ليست هي الحل الأمثل، بل الحل هو إقلاع رجال الاعمال عن امتصاص دماء الشعب كي يتقوف المثقف عن إدانتهم .
ومن جهة أخرى، كيف يكون مخلصا للشعب الموريتاني من يعيش في بلاد أخرى ويريد تقرير مصيره فيها وبين أفراد شعبها وينظر إليها بعين الرضا ويعتبرها مثلا أعلى، في حين ينظر إلى موريتانيا بعين السخط، خاصة إذا كان ممن طلب الإقامة على أساس معاداته لجوانب من ثقافة هذا المجتمع ؟!!
كيف تكون قلوبهم مع الشعب الموريتاني الذي هربوا عن عيش محنته ومعاناته، بينما عضلاتهم وسيوفهم تخدم بلادا أخرى ؟ !!
فاعتبروا يا ألي الأبصار.
المحامي محمد سيدينا ولد الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *