أسلمت الصحراء قيثارتها للموت/الكاتب حبيب الله أحمد

أسلمت الصحراء قيثارتها للموت
وغابت حنجرة البلبل الغريد
ونام قلب شغف حبا بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ولسان رطب بذكره والتغنى بشمائله الحسان
ترجل العايدات بعد عقود كان فيها صوته المضمخ بسحر رمال الجنوب وهدوء شطه بإطلالة قمره وزهو شمسه ونضير غاباته يتسلل للآذان حداء به سكينة ومزمارا داوديا شجيا
كان صوته الانيس للموريتانيين فى كل مكان دافئا رجوليا به بحة حنون
وهل من دكان أو محل أو سيارة اجرة او مجلس سمر لم تداعبه نغماته الخالدة
ومن منا لم ينتش يوما بالثنائية المهيبة
( النعمه والعايدات)
العايدات وهبه الله حنجرة ندية تقنطرها الأذن إلى القلب والروح عبقا خضلا بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومآثره السنية
صوته كان عفويا مثل كلمات المدح طازجا من نفس مولهة بالحنين لاطهر الرجال واقدس الازمنة
كان حداء به صخب من الغزوات وعطر من ابى بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة والزهراء
كان رجلا قوي الحنجرة والصوت بهي الطلعة جليل المقام يالف ويؤلف كتب الله له القبول كيف لا وقد وهب حياته للتغنى بسيرة اعظم الرجال واطهر الرجال وأنبل الرجال
العايدات كان ترنيمة نيزكية
كان منحة إلهية للفلكلور المديحي الشعبي
اليوم يلتحف غيمة ويرحل ومعه المزمار والحنجرة والدفئ والحنان
يرحل ليترك فراغا سيبقى طويلا فى مشهد طرب المديح الشعبي
رحم الله العايدات وغفر له وتجاوز عنه
وكل العزاء فيه لكل الموريتانيين الذين فقدوا برحيله رجلا آنس بصوته الحنون مجالسهم وسامر معهم على البطاح قمرا وادعا اليفا عذريا كحنجرته الخالدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *